Tuesday, August 4, 2009

الله هو الطبيعة...... الجزء الأول من فلسفة فيورباخ لأصل الدين


إن شعور الإنسان بالتبعية، هو أصل الدين.

وما تبعيته إلا تبعية للطبيعة، و لذلك فإن ارتباط الإنسان بالطبيعة هو أصل جميع الأديان.

أدرك الإنسان إنه لا يمكن أن يعيش بمفرده، بل وجوده يكون معتمدا على كائن آخر مختلف عنه (أي كائن، و ستتضح هذه النقطة في السطور القادمة)

النور ضروري للعين

الهواء ضروري للرئتين

الطعام ضروري للمعدة

والإنسان كائن لا يوجد بلا نور ولا طعام ولا هواء ولا ماء ولا أرض، أي بإختصار هو كائن يعتمد على الطبيعة، و هذا الإعتماد يشترك فيه الإنسان و الحيوان.

ولكن عندما يرفع الإنسان هذا الإعتماد إلى وعيه و تفكيره و تخيله، ويعترف بهذا الإعتماد، فهو حينها يحوله إلى دين.

فعلى سبيل المثال، الحيوانات كانت ضرورية للإنسان البدائي، ولا يمكنه الإستغناء عنها، كالكلب مثلا، فرأى الفرس في الكلب كائن مقدس، وهم في احتياج له فعبدوه.

في المكسيك كانوا يعبدون إله الملح، نظرا لفائدة الملح الصخري طبيا و اقتصاديا، و جمال الشكل و البريق، و التركيب البللوري، و التناسق.

السؤال الآن: أين هو إله الملح الذي يحتوي الملح على سلطته ووجوده و صفاته و نتائجه؟

في الحقيقة إن إله الملح ليس سوى الملح ذاته الذي يبدو للإنسان بسبب صفاته و نتائجة كشيء مقدس.

وحيث أن إله الملح ليس إلا إنطباع أو تعبير عن قدسية الملح، فنفس الأمر بالنسبة لإله العالم أو الطبيعة عموما، فهو انطباع و تعبير عن قدسية الطبيعة.

يتصور الإلوهيون أن الله كائن خارق للطبيعة و مختلف عنها. وانه موجود بشكل مطلق خارج عقل الإنسان دون أن يفرق في هذه المسألة وجود الإنسان من عدم وجوده، تأمله أو لم يتأمله، رغب في وجود الله أم لم يرغب.

هذا التصور لا يعكس سوى شعور الإنسان تجاه الطبيعة التي لا يعتمد وجودها على وجود الإنسان.

الله لا يحده معبد، وهي نفس فكر الفرس و الألمان القدماء الذين عبدوا الطبيعه، فلم يبنوا لها معابد ، بل كانوا يشعرون تحت قبة السماء التي لا حد لها.

قوانين الله ثابته، وهو لا يتغير، ولا يوجد عنده محاباه

وهي الطبيعة أيضاً، قوانينها الفيزيائية واضحة، ولا يوجد عندها محاباه ولا تردد.

فلنتخيل كل عناصر الطبيعة، و نغمض أعيننا عنها، نتناسى أشكالها، و وجودها (جوهرها المادي)، و نفكر في صفاتها، سينتج لنا كائن بمجموعة من الصفات مثل: اللامحدودية و القوة و الوحدة و الضرورة و الخلود (وتلك هي صفات الله أيضاً)

وهذا الكائن ليس إلا الجوهر المجرد للطبيعة أو الطبيعة المجردة في الفكر. (الجوهر التخيلي)

ولذلك فإن إشتقاق الطبيعة من الله، ليس إلا إشتقاق الجوهر المادي للطبيعة من جوهرها التخيلي الموجود في تفكيرنا

2 comments:

  1. : اللامحدودية و القوة و الوحدة و الضرورة و الخلود (وتلك هي صفات الله أيضاً)
    =====================
    واين العقل ؟
    نسي فيورباخ العقل ؟
    لماذا لم يذكره ؟
    لو اضفنا صفه العقل الي صفات اللامحدوديه والقوه والوحده تغيرت فكرته واصبح الخالق كائن متحكم في الطبيعه ليس فقط هو الطبيعه

    ReplyDelete
  2. الكل يعترف بوجود الله تعالى لكن اصحاب الأديان يسمونه الله واما اصحاب الطبيعة فيسمونه الطبيعة والنتيجة اعتراف واحد لكن المسميات مختلفة وما ذلك الا لغرور اصحاب الطيعة وعتوهم عن الحقيقة المحضة
    تبقى ان هناك سؤال لمن يقول بالطبيعة كيف تستطيع الطبيعة ان تخطط وتدبر الوجود على نحو الفرد والممجموع والكون ككل فكل شيء مترابط متقن محكم دقيق
    وهذا كتاب عن الطبيعة وروعتها وجمالها وعجائبها وقوانينها
    انها لوحة فنية خارقة كلما نظرت اليها ازدت اعجابا بها
    http://www.4shared.com/get/A289bCC5/__-____.html

    ReplyDelete