Saturday, August 8, 2009

لماذا أنا ملحد


لما جهلت من الطبيعة أمرها....وجعلت نفسك في مقام معلل

أتيت رباً تبتغي به حلا للمشكلات...........فكان أكبر مشكل


الإلحاد: هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته، و أن ثمة لا شيء وراء هذا العالم.

الواقع الذي ألمسه، أن فكرة الله كرة أولية، و قد أصبحت من مستلزمات الجماعة منذ ألفي سنة، و من هنا يمكننا بكل اطمئنان أن نقول أن مقام فكرة الله الفلسفية، أو مكانها في عالم الفكر الإنساني، لا يرجع لما فيها من عناصر القوة الإقناعية الفلسفية، و إنما يعود لحالة يسميها علماء النفس: التبرير.

ومن هنا فإنك لا تجد قيمة علمية أو عقلية لكل الأدلة التي تُقام لأجل إثبات وجود السبب أو المحرك الأول لظهور الكون.

ونحن نعلم أن أصل فكرة الله تطورت عن حالات بدائية، و إنها شقت طريقها لعالم الفكر من حالات وهم و خوف و جهل بأسباب الأشياء الطبيعية.

ومعرفتنا بأصل فكرة الله تجردها من القدسية التي كنا نخلعها عليها.


إن العلاقة بين ما نطلق عليه إصطلاح السبب، وما نطلق عليه إصطلاح النتيجة، تخضع لقوانين الغحتمالات المحضة، التي هي أساس الفكر العلمي الحديث.

والعالم الطبيعي الذي نعيش فيه، يخضع لنظرية الإحتمالات هذه أيضا، لأنه يخضع اعلاقة السبب و النتيجة.

فالسببية هي وصف لسلوك الحوادث، و صلاتها ببعضها البعض

والنتايج هي المخرجات

وهناك صلة بين تلك الأسباب و نتائجها.


وعليه فإننا نحتاج لتعريف مصطلح الصدفة

هناك معنى غير دقيق بالمرة للصدفة وهو:

أن الصدفة تخفي جهلنا بالأسباب، و الركون للمصادفة إعتراف بالقصور عن تعرف هذه الأسباب.

ولكن هذا معنى محدود و غير دقيق، و لكي نقوم بتعريف الصدفة، فسنخلع عليها إصطلاح الصدفة الشمولية، و نضرب أمثلة نشرح بها ماهية الصدفة حقا

نفرض لدينا زهر النرد، وهو يحمل ستة أوجة بستة أرقام

1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6

وألقيناه ست مرات

فإن احتمال ظهور الرقم 5 مثلا يكون 1/6

فإذا ظهر الرقم 5 من عدد ست محاولات، لا يكون ذلك غريبا، لأنه محتمل الوقوع. ولكن ليس معناه أنه لابد من ظهور الرقم 5 خلال الست رميات

لأنه ممكن أن تظهر الأرقام 1، 1، 2، 3، 4، 4

لكن في حال ظهور الرقم 5 خلال الست رميات، لن يكون غريبا، بل هو شيء مُتوقع

ولكن كلما زاد عدد الرميات، كلما كان احتمال ظهور الرقم 5 أكبر


مثال ذلك نسبة نجاح عملية الزائدة الدودية 95 بالمائة، أي خمسة و تسعين حالة تنجح من كل مائة حالة

فإن دخل 100 مريض إلى المستشفى، إطمأن الدكتور إلى خروج 95 منهم بنجاح

ولكن إن سألت الدكتور، ما نسبة شفاء المريض فلان؟؟ فلن يستطيع الإجابة، لأن الإحتمالات أصبحت محدودة

هذا يوضح أن الصدفة تتصل بالمقادير الكبيرة و الكثرة العددية.


و لتوضيح مسألة الكثرة العددية، فلنأخذ مثال آخر.

تخيل قردا على آلة كاتبة، و تركته فترة لا نهائية من السنوات يكتب عليها بعشوائية، فمن المؤكد إنه سينتج كلمات و جملا لها معنى في وسط كل تلك العشوائية

الجملة ذات المعنى المفهوم هنا، هي عبارة عن نتاج العشوائية، و الاحتمالات

أي إنها خضعت للصدفة الشاملة

وعلى نفس المنوال، فإن عالمنا كهذه الجملة، نتج من واقع عشوائية و احتمالات

عالمنا له نظام في ذاته، كما أن الجملة مفهومة في ذاتها

ولكن كل منهما نتاج عشوائية و الصدفة الشاملة أو الموضوعية.

وتلك هي الغلطة التي وقع بها إينشتاين، فقد قال إنه عندما نتأمل الكون، نعرف أن هناك عقل أعظم وراءه، وهذا العقل هو الله

ولكن ما قاله آينشتاين هو مجرد إحتمال محض، لأنه من الممكن أن يكون الكون نتيجة لأي شيء غير العقل كما شرحنا في مثال القرد



تلخيص و إعادة صياغة لمقال لماذا أنا ملحد لدكتور إسماعيل أحمد أدهم

12 comments:

  1. اية دا يا عرص اللى انت كاتبة دة

    ReplyDelete
  2. انت بتقترا علشان تعتقد ولا بتقرا علشان تتفكر

    ReplyDelete
  3. انت عامل كوبى و بيست من الشرق والغرب

    ReplyDelete
  4. لا اله الا الله محمد رسول الله

    ReplyDelete
  5. نعم هذا وارد .... و لكن في تلك اللحظة ستشعر بالشلل امام تركيب الأنسان ... انا طبيب .. الامور مرتبة (زيادة عن اللزوم) ف نعم من الممكن ان يكتب القرد كلمة .. او جملة ... و لكن لا يمكن ان يكتب مقالا يحوي عددا هائلا من التفاصيل الدقيقه بل المتناهية في الدقة .....اتمني لك رحله سعيدة في الاكتشاف

    ReplyDelete
  6. ربما يفيدك كتاب الادلة المادية ع وجود الله.. للشيخ محمد متولى الشعراوى تاكد ان رايك سيتغير ابحث عنه ع الانترنت واوكد لك ذلك وانا اخترم رحلة بحثك وهناك كتاب حوار مع صديقى الملحد للدكتور .مصطفى محمود ارجوك ايحث عنهم واقرائهم عسي ان تجد لنفسك سبيل ..

    ReplyDelete
  7. شكرا على مواضيعك و ان كنت لا أوافقك الرأي ولكني أحيي فيك روح البحث عن الحقيقة.
    لدي سؤال يمنعني من الالحاد هو
    :
    هل سيعاقب هتلر و بينوشي و ستالين و صدام حسين و غيرهم ممن أرتكبوا أبشع المجازر في حق البشر أم لا؟؟
    اذا كان لا فأين هو عدل الطبيعة و هل هذا الكون يحكمه قانون الغاب؟

    ReplyDelete
    Replies
    1. اذا كانت الحاجة الى العدل سبب وجود فكرة الله فان هذه الحاجة اولى
      بالعبادة لانها قبل الله

      Delete
    2. اذا كانت الحاجة الى العدل سبب وجود فكرة الله فان هذه الحاجة اولى
      بالعبادة لانها قبل الله

      Delete
  8. الكل سيصل الى الحقيقة التي لا مماراة فيها لذي عقل .. ولكن ستختلف ردة الفعل قبولا او اعراضا

    ReplyDelete
  9. الحقيقة نجدها في الرقم السومرية التي لاتقبل التحريف و التي تؤكد ان من صنعنا مخلوقات مثلنا وهذه المخلوقات لازالت هنا على الارض او بعض منها تتحكم بالجنس
    البشري تحت مسميات الغيب والله او يهوه او لوسيفر الى اخره
    وكتاب زكريا سيتشن عنده الاجابه الكافية
    العدل والرحمة هي الدين الحق وهي لدى الانسان على الفطرة

    ReplyDelete
  10. الحقيقة نجدها في الرقم السومرية التي لاتقبل التحريف و التي تؤكد ان من صنعنا مخلوقات مثلنا وهذه المخلوقات لازالت هنا على الارض او بعض منها تتحكم بالجنس
    البشري تحت مسميات الغيب والله او يهوه او لوسيفر الى اخره
    وكتاب زكريا سيتشن عنده الاجابه الكافية
    العدل والرحمة هي الدين الحق وهي لدى الانسان على الفطرة

    ReplyDelete