Tuesday, August 4, 2009

الطفل المعاق و معضلة الإله


تزوج الرجل من حبيبته

صرخات متتالية تخرج من فمها الجميل

المكان: المستشفى، مستشفى الولادة

إنها تلد طفل، ثمرة حبهما، هي في غرفة الولادة تتألم، و هو يشعر أن الدماء في عروقة تحترق كأنها وقود

أنجبا الطفل، سعادة غامرة تعم المكان و لكن....

الطفل معاق تماما، معاق إعاقة كلية

لم يتمكن أبواه من علاجه
يقودك المشهد إلى إعتقاد إنى سأسأل الله لماذا جنى على هذا الطفل بخلقته معاق؟؟

لا، سأناقش القضية في عكس الإتجاه المعتاد
عندما نسأل أي إنسان مؤمن عن هدف خلقة الله لطفل معاق كليا، ما الهدف من وراء هذا الموقف؟

فكر قليلا أنت في الإجابة قبل أن تكمل القراءة...

يجيب المؤمن: إن هذا الطفل المُعاق سيدخل الجنة، الله خلقه معاق و سيعوضه ليدخل الجنة.

هذه هي الإجابة التي سمعتها من كل مؤمن طرحت عليه هذا السؤال

والآن قضيتي هي: ألا يُعتبر هذا ظلم لنا و ليس للطفل المعاق؟؟

الطفل المُعاق لا يمكنه أن يخطيء لأنه مُعاق و لذلك خلقه الله شبه معصوم، لكي يدخله الجنة، أي أن الله قرر أن يُدخل هذا الطفل الجنة، و لذلك خلقه مُعاق، ولكن في الجنة لن يكون معاقاً بعد اليوم، بل سيكون كاملا كمال نسبي

أما نحن فقد خلقنا الله بشر طبيعيين، غير معاقين و بالتالي فنحن غير معصومين، و نخطيء، و يمكننا أن ندخل جهنم

أي أن الله اهتم بشخص قبل ميلاده فخلقه معاق كي يدخل الجنة ولا يدخل جهنم

أما نحن فقد خلقنا بإحتمالية دخول جهنم

ألا يُعتبر هذا محاباه من الإله و ظلم؟؟ فإنه من قبل خلقة الإنسان يختار من يُدخله الجنه و من يتركه للمحاولة؟؟

ألم يسرب الله أسئلة الإمتحان لهذا الشخص عن طريق إنه جعله يولد مُعاق تماما ولا يخطيء؟

ما الحكمة من أن يخلق الله هذا الطفل مُعاق بهذا الشكل؟

أنا لا أنوح على كونه مولود مُعاق، بل أنا أناقش أن عندما خلقه الله معاقا، فإن الله بذلك عنده محاباه لإنه من قبل ولادة هذا الكيان فقد اختار له الدخول إلى الجنة، و لغى من أمامه اختيار الدخول لجهنم

وقد يسأل البعض: أليس هذا هو حق الطفل؟ لأنه لم يتمتع في حياته على الأرض بما تمتعت أنت به.

أقول لمثل هذا الشخص: متوسط أعمارنا على الأرض هو خمسون عام، و لكن بعد الموت و يوم القيامة سيكون مصيرنا الخلود، لن نموت

فهل تُقارن خمسون سنة بالخلود؟؟ أي منطق هذا؟

إن الحياة غير عادلة، وفيها تحكمنا قوانين الطبيعة فقط، التي ينتج منها طفل مُشوه، أو طفل مُعاق، أي أننا نسير وفق عشوائية، و من يقول بأن الله هو من فعل هذا، فليتفضل بالإجابة على هذه القضية المطروحة و يُنقذ الله من هذا المأزق المُحرج

1 comment:

  1. هل رأيت سبب الحادك الان ؟ انه ردة فعل عاطفيه لا دخل للعقل والمنطق فيها !!

    ومع هذا سوف اجيبك ...

    لو لم يخلق الله المعاقين لما اصيب امثالك بالفتنه وحق عليهم وعد ربي بالعذاب ونار وقودها الناس والحجارة .

    قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } .

    ثم ان الله سبحانه وتعالى يختبر عباده وجميع خلقه بهذا الامر حيث يقاس عليه مدى الايمان بالقدر خيرة وشره ومدى رضى الانسان من قضاء الله وقدره فان صبر بقضاء الله وقدره فله الاجر وان طغى وتجبر فالى الله سبحانه وتعالى ترجع الامور يعفو عن من يشاء ويعذب من يشاء .


    وقد يسأل أحدهم: إذا كان الله يقدِّر الخير للطائعين والشرَّ للعاصين، فلماذا نرى الكثير من المؤمنين الطائعين وقد ابتُلُوا بمصائب مختلفة، كالمرض أو الفقر أو فَقْدِ الولد وغير ذلك، بينما نرى من العاصين من يغرق في النعيم والخيرات؟ والجواب نسوقه من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر وكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن» (رواه مسلم مرفوعاً) فالله تعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه، وكلَّما ازداد صبراً وشكراً ارتقت درجته عند الله. ولا يزال المؤمن بين شكر على النعم وصبر على المحن حتَّى ينال درجة الأبرار والصدِّيقين، قال صلى الله عليه وسلم : «أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء ثمَّ الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء الإنسان حتَّى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة» (أخرجه الترمذي). وأيّاً كان قضاء الله تعالى في المؤمن فإنه يرضى به لأنه لا رادَّ لقضائه، فلو اجتمع الناس جميعاً على أن يدفعوا عنه ضُرّاً قد كتبه الله عليه فإنهم لن يردُّوه، ولو اجتمعوا على أن يمنعوا عنه خيراً قدَّره له فإنهم لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً. وقد أُثِر عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاؤه: «اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء» (أخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه )، والرضا أعلى درجة من الصبر.

    وأمَّا الكفار والمتمرِّدون فقد يزيد لهم الله تعالى من أسباب النعيم والقوَّة، ما يجعلهم يزدادون ظلماً وطغياناً، حتَّى يستحقُّوا عظيم العقاب، قال تعالى يتوعَّدهم: {وذَرْنِي والمكذِّبينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ ومَهِّلْهُمْ قليلاً * إنَّ لَدَينا أَنْكَالاً وجحيماً} (73 المُزَّمل آية 11ـ12) وقال أيضاً: {ذَرْنِي ومن خَلَقتُ وحيداً * وجعَلْتُ له مالاً ممدوداً * وبَنِينَ شُهوداً * ومَهَّدت له تمهيداً * ثمَّ يطمعُ أن أَزيدَ * كلاَّ إنَّه كان لآياتنا عنيداً * سأُرْهِقُهُ صَعُوداً} (74 المُدَّثر آية 11ـ17) وهكذا فإنك ترى أن هذه النعم الدنيوية ما هي إلا امتحان يريد الله به اختبارنا أيُّنا أحسن عملاً، ومع ذلك فإنه تعالى يختصُّ برحمته من يشاء لنفسه الهداية، فيهديه إلى سواء السبيل.



    خلاصة القول : نحن كمسلمين لا ينبغي علينا اقناعكم في تغيير معتقدكم بل علينا دعوتكم الى عبادة الله وتسليم الامر اليه ولا نملك من الامر شيئ الا ان يشاء الله .. يقول الله تعالى: {وإن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فلا كاشفَ له إلاَّ هوَ وإن يُرِدْكَ بخيرٍ فلا رادَّ لفضلهِ يُصيبُ به من يشاءُ من عبادهِ وهو الغفورُ الرَّحيم(107) قُل ياأيُّها النَّاسُ قد جاءكُمُ الحقُّ من ربِّكُمْ فمن اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسهِ ومن ضلَّ فإنَّما يَضِلُّ عليها وما أنا عليكُم بوكيل(108)}

    اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعة وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه ويسر لي الخير حيث كان يارب العالمين .. آمين

    ReplyDelete