Sunday, September 20, 2009

إبريق شاي برتراند راسل


إبريق الشاي السماوي (إبريق شاي راسل)

هو مثال الفيلسوف برتراند راسل لكي يدحض الفكرة التي تقول بأن المطالب بالدليل أو الإثبات، هو من يرفض الفكرة

أي أنك إذا قدمت فكرة، و أنا رفضت تلك الفكرة، فأنا المطالب بأن أقدم أدلة لخطأ الفكرة

كالحوار الآتي:

أنا : أنا ملحد

المؤمن: أنت خاطيء، فإن الله موجود

أنا: ما هو دليلك على وجوده؟؟

المؤمن: وما هو دليلك على عدم وجوده؟

نص المثال الذي قدمه برتراند راسل بخصوص تلك القضية

إذا إقترحت أنا وجود إبريق شاي صيني بين الأرض و المريخ، و يدور حول الشمس في مدار بيضاوي.

لا يوجد من يستطيع أن ينفي ما قلته، عندما أضيف أيضا أن هذا الإبريق صغير جدا بحيث لا يمكن أن نراه حتى بأعظم التليسكوبات الموجودة لدينا.

وإذا أضفت و قلت إنه إذا كانت إخباريتي عن هذا الإبريق، لا يمكن دحضها أو نفيها، فسيكون من غير المنطقي أن يرفضها أي إنسان.

ما الفرق بين إبريق الشاي هذا و بين وجود الله؟

هل ترى كم الإفتراضات التي ممكن أن نفترضها، فقط لإنها غير قابله للفحص و التدقيق و عليه فلا يمكن دحض وجودها؟

عندما تقول لي أن الله موجود، و لكنه غير مادي، ولا يمكنك الوصول إله ولا إخضاعه للبحث و التجارب و الوسائل العلمية، و لا تستطيع رؤيته ولا تحديد ماهيته ولا معرفة أي شيء عنه بإستخدام أي طريق عقلية و منطقية

أي لا يمكن أن تعرف عنه أي شيء

وبالتالي كيف تثبت عدم وجوده إن كان لا يخضع لأي نوع من أنواع المعارف البشرية؟؟

لا أجده يختلف إطلاقا عن إبريق الشاي الخاص بالفيلسوف راسل

وفي النهاية أقول أن الملحد غير مطالب بأن يقدم دليل على عدم وجود الله، هذا لأن المؤمن بوجود الله (الذي إخترع فكرة وجود الله) لم يستطع أن يقدم عليها أي أدلة من الأساس

فلماذا ننفي فكرة لم يستطع أي إنسان أن يثبتها من الأصل؟؟؟

ربما نناقش أو نترجم و نلخص المقال الذي أورد فيه برتراند راسل هذا المثال

والمقال بعنوان هل هناك إله؟ كتبه عام

1952

Wednesday, September 16, 2009

تقدم الغرب وتخلف الشرق،، الجزء الرابع من فلسفة فيورباخ في أصل الدين

لماذا لا يحظي الشرق بحياة متقدمة كتلك التي يحظي بها الغرب؟

لأنه في الشرق لا تختفي الطبيعة وراء الإنسان، ولا يختفي بريق النجوم و الأحجار الكريمة خلف بريق العيون، ولا يختفي الضوء المنبعث من البرق خلف ضوء خيال الإنسان، ولا يشغله مسار أحداث الحياة اليومية عن مسار الشمس...

حقا يخضع الإنسان الشرقي و يركع على قدميه في التراب أمام العظمة الملكية، و القوة السياسية، ولكن هذه العظمة التي يخضع لها ليست إلا انعكاسا للشمس و القمر.

فالملك موضع اعجابه لا ينبعث من عوامل أرضية ولا بشرية، بل من عوامل سماوية.

بحيث يختفي الإنسان بجانب الله.

في حين يثبت الغربي تقدمه بلا حرج بأن يضع نفسه في المقدمة، في أرض تخلو من الآلهة.

عندما تصعد الآلهة إلى السماء و تستحيل من كائنات محسوسة إلى كائنات خيالية، هناك فقط يتوفر للإنسان المكان لكي يثبت ذاته و يتقدم.

وقال هيرودوت عن الإنسان الشرقي إنه يقلل من قيمة نفسه حتى يصل إلى مستوى الحيوان لكي يثبت ولاءه الديني و تواضعه أمام الإله أو الطبيعة.

أما في الغرب فيرتفع الإنسان بدافع وعيه و كرامته و قدرته إلى مرتبة الآلهة.

فعلاقة الرجل الشرقي بالرجل الغربي، كعلاقة المزارع بساكن المدينة.

ففي حين يعتمد المزارع على الطبيعة، يعتمد ساكن المدينة على الإنسان، و في حين يعتمد المزارع على التغيرات الطبيعية، يعتمد ساكن المدينة على الدولة و الإقتصاد.

ترتبط حياة المزارع بالأجرام السماوية، بينما ترتبط حياة ساكن المدينة بالتحديث و الرأي العام.

وهناك قصة كتبها الكاتب الكوميدي الإغريقي أثناسيوس، وهي عبارة عن محاورة انكسندر و المصريين، يقول فيها:

أنا لا أناسب مجتمعكم، فعاداتنا و قوانيننا لا تتفق، فأنتم تعبدون العجل الذي أضحه به للآلهة، وثعبان السمك يمثل لكم آلهة عظيمة بينما هو مصدر إشمئزاز لي، وأنتم تبتعدون عن أكل لحم الخنزير، بينما أنا أستمتع به، وتكنون الإحترام للكلب، في حين أقوم أنا بضربه إذا خطف مني فتات الطعام، وتقوم ثائرتكم إذا حدث شيء لقط، بينما أفرح أنا بما حدث، بل و أقوم بسلخ جلده عنه، و أنتم تولون الفأر مزيد من الإهتمام في حين لا أعجب أنا به.

هذا الحديث يمثل الفرق بين صاحب الدين الطبيعي، و بين من لا يعبأ بالدين الطبيعي.

فالطبيعة في الشرق موضع عبادة، في حين أنها في الغرب مصدر سعادة ومتعة للإنسان.

الطبيعة في الشرق هي الغاية، أما في الغرب فهي وسيلة

الطبيعة في الشرق تعلو على الإنسان، في حين إنه في الغرب يخضعها له.

لذلك في الشرق يكون الإنسان بعيدا عن نفسه، لا يمكنه أن يتحكم في قدره، على عكس الإنسان في الغرب فهو متعقل وواع بنفسه و هي محور ارتكاز تفكيره