Monday, August 17, 2009

كيف ظهرنا في الوجود؟؟ الجزء الثاني من فلسفة فيورباخ في أصل الدين


الأرض لم تكن دائما بهذا الشكل الحالي، و لكنها مرت بسلسلة طويلة جدا من التطورات و الثورات حتى تصل إلى هذا الشكل.

وفي تلك المراحل كان هناك أجناس من النباتات و الحيوانات، لم يعد لها وجود الآن.

لماذا إختفت تلك الأجناس؟

لأن ظروف و شروط وجودها لم تعد موجودة.

فإن كانت نهاية أي حياة تتوافق مع نهاية ظروفها، فالبداية كذلك أيضاً.

فعلى سبيل المثال لكي تقوم بذراعة نبات معين، فيجب أن تهيؤ له الظروف الملائمة حتى يخرج للنور، و في عدم وجود تلك الظروف، لن ينبت من البذور أي شيء.

ولذلك فلا يجب أن نعتقد أن أصل الحياة العضوية هو عمل معزول، أي عمل يأتي بعد نشأة ظروف الحياة، و لكنة العمل الذي يتم في لحظة تهيئة الظروف وهي التقاء الماء و الهواء و درجة الحرارة و الأرض، التي تحتوي على اكسجين و هيدروجين و كربون و نيتروجين، وهي العناصر الأساسية للحياة العضوية.

فإن كانت الطبيعة على مر السنوات، قد أخذت تتطور و تهذب من نفسها بهذا الشكل لتصل إلى هذه النتيجة، فإنها تستطيع أن تنتج الإنسان بفضل قوتها الذاتية. تلك التي قلنا عنها الله.

قوى الطبيعة محدودة، و ليست مثل قوى الله عند المؤمنين، فإن الطبيعة لا يمكنها أن تفعل أي شيء في أي وقت، و لكن كل شيء فيها يعتمد على الظروف، و عليه فإن كانت الطبيعة الآن لا تنتج أجساد عضوية، فإن هذا ليس دليلا على إنها لم تستطع أن تقوم بذلك في العصور القديمة.

فقديما كان زمن ثورات الأرض، و تقلباتها، فهل كان يصعب عليها إنتاج أجساد عضوية؟؟

فمثلا الإنسان في حالات إنفعاله الشديد أو إبتهاجه، يفعل ما لا يمكنه فعله في الأوقات العادية.

والنباتات تنمو من البذور فقط إن توفرت لها ظروف معينة، و ليس في أي وقت

فلماذا نحرم الطبيعة من هذه الخاصية؟ ففي العصور الجيولوجية القديمة كانت الأرض في حالة ثورة، و كل قواها و عناصرها في حالة هياج عالية جدا و توتر و تقلّب، فلماذا يصعب عليها في تلك الأوقات أن تنتج أجسادا عضوية؟

عدم إنتاج أجساد طبيعية حاليا من الطبيعة، لا ينفي عنها قدرتها في الماضي على هذه الفعلة.

1 comment:

  1. كلام بدون تجربه و دليل ... اذن انت تريد ان تلغي ايمانك بخالق ... الي ايمان ايضا و لكن بخالق اخر!!!1

    ReplyDelete