Wednesday, August 12, 2009

عجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله


عجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله
سفر الرؤيا

كم من المرات وقفت في ضيقتك تتضرع إلى الله، أن ينجيك منها، تصلي بحرارة و خشوع..
تبكي أحيانا أثناء صلاتك،، تقرع على صدرك...تسجد
تنذر نذورا لتنفذها في حال إستجاب لك الله
وعلى هذا المنوال

النتيجة تكون واحده من إثنتين
إما أن ضيقتك تنتهي نهاية حسنة، و إما تنتهي نهاية سيئة..

عندما تنتهي ضيقتك نهاية حسنة، و مقبولة، فأنت تقول أن الله سمع لك، و إستجاب
وعليه فيزداد إيمانك، و ثقتك به، و تصبح متفاءلا، محبا للحياة

أما إن إنتهت ضيقتك نهاية سيئة، فأنت حينها تبدأ في محاولات التبرير، لحفظ ماء وجه الله
فتقول أن الله يعاقبك على خطاياك السيئة التي تفعلها
أو أنها تجربه من الله لإختبار إيمانك

حينما تستمر النهايات السيئة، بالرغم من صلاتك و إيمانك و صومك و تقواك و إرتباطك بالدين ... تبدأ في الشك و تتجه لتسأل من هم أكبر منك في السن و الخبرة

تكون الإجابة: ثق في طرق الله، فإن الله لا يستجيب لك في نفس الوقت، وهو يحفظ لك ماهو أفضل، هو أحكم منك، و أنتظر يا إبني

كيف نُحلل هذه القصة التي تتكرر مع كل البشر بلا استئناء؟

نفسيا، و كما شرحنا في أكثر من مقال، فإن شعورك بوجود من تعتمد عليه وقت حاجتك، فهو شيء هام
حتى لو كانت النتائج سيئة، فإن هذا الشعور بوجود من يساندك، يجعلك تعبر فترة الإنتظار و القلق و أنت مطمئن، و هاديء، و لديك أمل في التغيير

الحياة تسير بعشوائية، إما أن تحدث لك أشياء طيبة، و حسنة، و إما أن تحدث لك أشياء سيئة و متعبة
لا يوجد نسبة معينة بين النوعين، فهو يعتمد على الوسط الإجتماعي ، و القدرات المادية و الصحية و الوراثية...

فأنت عندما تدخل في ضيقة، فنهايتها واحده من إثنين
إما نهاية جيدة، و إما نهاية سيئة

ولا دخل للصلاة بها، فإنك لن تستطيع أن تضع قانون للصلاة، فكم مرة صليت و لم يحدث تغيير؟
كم مرة صليت و أصابتك المصائب و المشاكل؟
وكم مرة لم تصلي و حدث لك أشياء جيدة؟
لا منطق ولا ربط بين ما يحدث لك و بين الصلاة

أما ما تلعب عليه النصوص المقدسة التي تدعوك للإنتظار، حتى يأتي الفرج من عند الله، فهذا لأن التسلسل الطبيعي و المنطقي لأحداث الحياة
سيء، ثم جيد أو العكس
فإن الجيد سيأتي حتما، و لكن لا وقت له، لإنه يأتي بشكل عشوائي
فعندما تنتظر أثناء الإبتلاء، بناء على النصوص المقدسة، فإن فترة إنتظارك غير محددة، و عليه فمن الطبيعي أن يحدث لك في أي وقت بعد إبتلاءك،، شيء جيد
حينها توهم نفسك أن هذا هو ما كنت تنتظر من أجله
وتمجد الله و تدعو له و تصلي و يزيد إيمانك

وما هذا الإيمان إلا نتيجة تصديقك للعبة نفسية، تلعب على أوتار مشاعرك و إحتياجك النفسي لمن تعتمد عليه
وما هو إلا تسلسل منطقي، إن اكتشفته ستجد إنك في وهم
وعندما تخرج من قصة تصديق هذه اللعبة، ستجد إنك صليت أو لم تصلي...آمنت أو كفرت... فإن حياتك كما هي، ولا تغيير يحدث لك من السماء

2 comments:

  1. كلام محترم و جميل ..... لكن احب ان افرق بين حالتين
    1- لو الله إستجاب يكون موجود او لم يستجب فهو غير موجود أو يحدث ولا يحدث فهو غير مهتم او لا فائدة من صلاتي اذن لن اصلي
    وبين
    2 - انني اعلم ان الله موجود بغض النظر عن نتيجة الصلاه ... او اعلم انه غير موجود بغض النظر عن نتيجة الصلاة ايضا ... اهمية الصلاه ليست في الاستجابة (وهذه وجهه نظري)1

    ReplyDelete
  2. إن الصلاة شئ أعمق بكثير من مجرد طلبات و استجابات قد تحدث أو لا . إنها شركة عميقة بين روحين على صلة وثيقة ببعضهما البعض .

    ReplyDelete