Saturday, November 21, 2009

الإرادة و المقدرة،، الجزء السابع من فلسفة فيورباخ في أصل الدين


هناك تناقض بين الإرادة و و المقدرة، بين الرغبة و الإشباع، بين النية و النجاح، بين التخيل و الواقع، بين الفكر و الوجود.

رغبات الإنسان لا محدودة، فهو في رغباته إله قدير، و لكن في التنفيذ محدود، كائن ضعيف يعتمد على ما حولة من كائنات أخرى و طبيعة و غيرها

فيميل الدين إلى تحطيم هذا التناقض، فيشعر الإنسان أن ما يرغب فيه ليس مستحيلا، فبالرغم من قدرات الإنسان المحدودة، يوجد ذلك الكائن غير المحدود في قدراته الذي يمكنه تنفيذ هذه الرغبات.

فالموضوع الأساسي للدين هو أغراض الإنسان، بحيث يريد الإنسان أن يتخطى حدود التخبط النهائي و العجز و المصادفات.

وكل ما كان الإنسان يعتمد عليه، قدم له العبادة (كائنات من الطبيعة)

في وقت الجفاف، يتمنى الإنسان سقوط المطر، و في وقت الفيضان و السيول، يتمنى الإنسان ظهور أشعة الشمس، كل تلك الأماني لا سبيل للإنسان لتحقيقها. فيتجه إلى إقامة شعائر عبادته لتحقيق ما تمناه و عجز عن فعله.

ولذلك فإن الآلهة هي تجسُد لجوهر رغبات الإنسان.

فتجد المؤمن يرتبط بآلهته في وقت المحن أكثر من أي وقت آخر، حتى تتحقق أمنيته أو رغبته التي لا يقو على تحقيقها.

No comments:

Post a Comment