Monday, November 2, 2009

كالطفل الصغير


كنت أتجول في الطرقات اليوم مع صديقي لأستمتع بمقدمات الهواء الشتوي المنعش

وأثناء سيرنا، شاهدت موقف إستثار تفكيري ووقفت أتابعه، طفل في العقد الاول من عمره يسير بجانب طفل له من العمر حولين، و كان الولد الكبير يداعب الطفل الصغير، فتركه واقفا بمفرده و توارى خلف شجرة، فمشى الطفل الصغير خطوات قليلة، ثم وقف و بدت عليه علامات الخوف و بدأ يبكي و يصرخ....

وحينها ظهر له الولد الأكبر، فتوقف الطفل عن البكاء و هرع إليه ليتعلق بساقه و بدأ في الضحك..

إرتبط هذا المشهد في عقلي بفكرة الإيمان بالله

لا يُحب الإنسان أن يكون متحكما في حياته، فالجميع ينتظر الخوارق و المعجزات التي قد تحقق له ما يريد، و هذا لأن أحلام الإنسان تتخطي قدراته بكثير، فيريد أن يتبرك و يتمسك بفكرة وجود قنوات تجعله متصلا بما هو خارق للطبيعة و متعدي لقدراته

يخاف الإنسان أن يشعر بمسئوليته عن حياته أو أنه المتحكم بها، و أنه بمفرده

قالوحده قد تقتل أحياناً، و لذلك فيبحث الإنسان عن ذلك الصديق التخيلي ليلتصق به، فالإنسان يمكنه إستحضار صديقه التخيلي هذا في أي وقت و أي مكان في أوهامه و تخيلاته

فيعطيه بعض الثقة و التماسك

هذا لإن الإنسان يخاف،، يخاف المسئولية

والوحدة

و الإعتماد على قدراته الشخصية الخالصة

No comments:

Post a Comment