Wednesday, September 16, 2009

تقدم الغرب وتخلف الشرق،، الجزء الرابع من فلسفة فيورباخ في أصل الدين

لماذا لا يحظي الشرق بحياة متقدمة كتلك التي يحظي بها الغرب؟

لأنه في الشرق لا تختفي الطبيعة وراء الإنسان، ولا يختفي بريق النجوم و الأحجار الكريمة خلف بريق العيون، ولا يختفي الضوء المنبعث من البرق خلف ضوء خيال الإنسان، ولا يشغله مسار أحداث الحياة اليومية عن مسار الشمس...

حقا يخضع الإنسان الشرقي و يركع على قدميه في التراب أمام العظمة الملكية، و القوة السياسية، ولكن هذه العظمة التي يخضع لها ليست إلا انعكاسا للشمس و القمر.

فالملك موضع اعجابه لا ينبعث من عوامل أرضية ولا بشرية، بل من عوامل سماوية.

بحيث يختفي الإنسان بجانب الله.

في حين يثبت الغربي تقدمه بلا حرج بأن يضع نفسه في المقدمة، في أرض تخلو من الآلهة.

عندما تصعد الآلهة إلى السماء و تستحيل من كائنات محسوسة إلى كائنات خيالية، هناك فقط يتوفر للإنسان المكان لكي يثبت ذاته و يتقدم.

وقال هيرودوت عن الإنسان الشرقي إنه يقلل من قيمة نفسه حتى يصل إلى مستوى الحيوان لكي يثبت ولاءه الديني و تواضعه أمام الإله أو الطبيعة.

أما في الغرب فيرتفع الإنسان بدافع وعيه و كرامته و قدرته إلى مرتبة الآلهة.

فعلاقة الرجل الشرقي بالرجل الغربي، كعلاقة المزارع بساكن المدينة.

ففي حين يعتمد المزارع على الطبيعة، يعتمد ساكن المدينة على الإنسان، و في حين يعتمد المزارع على التغيرات الطبيعية، يعتمد ساكن المدينة على الدولة و الإقتصاد.

ترتبط حياة المزارع بالأجرام السماوية، بينما ترتبط حياة ساكن المدينة بالتحديث و الرأي العام.

وهناك قصة كتبها الكاتب الكوميدي الإغريقي أثناسيوس، وهي عبارة عن محاورة انكسندر و المصريين، يقول فيها:

أنا لا أناسب مجتمعكم، فعاداتنا و قوانيننا لا تتفق، فأنتم تعبدون العجل الذي أضحه به للآلهة، وثعبان السمك يمثل لكم آلهة عظيمة بينما هو مصدر إشمئزاز لي، وأنتم تبتعدون عن أكل لحم الخنزير، بينما أنا أستمتع به، وتكنون الإحترام للكلب، في حين أقوم أنا بضربه إذا خطف مني فتات الطعام، وتقوم ثائرتكم إذا حدث شيء لقط، بينما أفرح أنا بما حدث، بل و أقوم بسلخ جلده عنه، و أنتم تولون الفأر مزيد من الإهتمام في حين لا أعجب أنا به.

هذا الحديث يمثل الفرق بين صاحب الدين الطبيعي، و بين من لا يعبأ بالدين الطبيعي.

فالطبيعة في الشرق موضع عبادة، في حين أنها في الغرب مصدر سعادة ومتعة للإنسان.

الطبيعة في الشرق هي الغاية، أما في الغرب فهي وسيلة

الطبيعة في الشرق تعلو على الإنسان، في حين إنه في الغرب يخضعها له.

لذلك في الشرق يكون الإنسان بعيدا عن نفسه، لا يمكنه أن يتحكم في قدره، على عكس الإنسان في الغرب فهو متعقل وواع بنفسه و هي محور ارتكاز تفكيره


1 comment:

  1. الطبيعة في الشرق هي الغاية، أما في الغرب فهي وسيلة

    الطبيعة في الشرق تعلو على الإنسان، في حين إنه في الغرب يخضعها له.

    لذلك في الشرق يكون الإنسان بعيدا عن نفسه، لا يمكنه أن يتحكم في قدره، على عكس الإنسان في الغرب فهو متعقل وواع بنفسه و هي محور ارتكاز تفكيره
    ============================
    الاثنان ابتعدوا عن الاتزان
    الشرقي والغربي
    الشرقي اهمل ان يفكر ويعمل ويتحكم بالقدر المتزن في قدره
    وفي الغرب اغتر وتعالي واعتقد انه سيسيطر علي الطبيعه والان هو يدفع الثمن وربما البشريه كلها ستنتهي علي يد هذا الغربي المفكر الواعي
    اخطأ فيورباخ عندما ظن ان الغرب واعي ومسيطر علي الطبيعه
    ماحدث هو العكس الغرب متهور متعالي وكلما زاد ذكاءه في الاختراعات والاكتشافات زاذ غباءه في معرفه نتيجه اعماله
    اذا كانت الحياه البشريه بل وحياه كثير من الكائنات تتعرض للانتهاء علي الكره الارضيه فهذا بسبب تاليه الانسان لنفسه وعدم الاخذ باي اعتبارات اخري غير الغلم
    فكره فييورباخ الزمن اثبت عجزها ايضا ميلها مثل عجز الشرق المؤمن لافرق كبير نتيجه واحده حياه غير متزنه

    ReplyDelete