Tuesday, October 27, 2009

قدرة الله


منذ فترة طويلة جدا ، تسنى لي أن ألتقي بإمرأة، متزوجة من مدير إحدى الشركات الضخمة جدا

تمتلك مليارات

هي مؤمنة، و حكت لي عن أسباب إيمانها

بدأت بالقصة المعروفة إنها كانت مؤمنة عادية جدا، بالاسم في بطاقة هويتها فقط، و تزوجت و أنجبت طفل..

هذا الطفل كان لديه مرض في رئتيه

قال لها الاطباء في مصر أنه سيموت في خلال أيام معدوده

هرعت تلك السيدة بإبنها، وسافرت به إلى خارج مصر، و قامت بإخضاعة لمجموعة من العمليات الجراحية في إنجلترا و فرنسا و أمريكا

و أتت تلك العمليات بنتائج مُبهرة، و شُفي طفلها من خلل رئتيه

بعد أن حكت لي تلك القصة، قالت لي: هل رأيت عمل الله في حياتي؟

إلى هنا إنتهت القصة، و السطور القادمه هي ما تبادر إلى ذهني وقتها ...

لقد كلفتها تلك العمليات مئات الآلاف من الدولارات.

و قرينتها الفقيرة التي تلد طفلا عنده نفس المرض، لا يعمل الله معها، بل يموت الطفل

لماذا في إعتقادك؟؟

الفارق بين كل منهما هو المال فقط

الله موجود في حالة السيدة الاولى و السيدة الثانية

المال موجود في حالة السيدة الأولى، و لكنه ليس موجودا في حالة السيدة الثانية

إن العمل الذي ظهر في حياة السيدة الاولى، و لم يظهر في حياة السيدة الثانية هو المال و ليس الله

ولذلك فإن الغني عندما يدعو الله بطلب ما، فإن نسبة تحقق هذا الطلب تكون كبيرة جدا، لأن الغني يعيش في وسط يجعل في إستطاعته الحصور على معظم الأشياء، فهو يمتلك أموال و معارف و صلات و نفوذ و علم و ثقافة .

أما الفقير فعندما يدعو الله بطلب ما، فإن نسبه تحققه تكون ضعيفه، لإنعدام موارد هذا الفقير.

وهذا ينزع القدسية عن فكرة الله و إستجابته للدعاء، فبمجرد أن نعرف آلية سير الحياة بشكل منطقي،، يسقط القناع عن قدرة الله

Tuesday, October 20, 2009

الاحتياج و الحب و الخوف،، الجزء الخامس من فلسفة فيورباخ في أصل الدين

إن التحولية في الظواهر الطبيعية، تجعل الإنسان يشعر بإعتمادة و إحتياجه لها..

وهذا هو ما يجعل الطبيعة تظهر للإنسان على إنها كائن بشري متعسف، وهذا يجعله يعبدها دينيا.

وللتوضيح نقول: إن كانت الشمس في السماء طوال اليوم، فما كان الإنسان ليشعر بإحتياجه لها، ولا بعاطفة دينية نحوها...ولكن لأنها تختفي ليلا عن الإنسان و تصيبه بأهوال الليل، فعندما تعود للظهور أمامه في اليوم التالي، كان يشعر بالإمتنان الشديد، و يسجد أمامها.

والبذور، إن كانت الذور طوال السنة ممكن زراعتها، فما كان الإنسان ليشعر بإحتياجه للأرض و الطبيعة و إعتماده الظرفي عليها

ولكن لأن هناك موسم زراعة، و موسم للحصاد، فيبدو الأمر كما لو كانت الأرض تفتح رحمها ببعض العطايا، ثم تعود فتغلقه مرة أخرى، فتبدو تلك الثمار كما لو كانت عطية من الأرض و تجبر الغنسان على أن يكون ممتنا لها.

تلك التغيرات و غيرها من تغيرات كتوقف سقوط الامطار مثلا و الزلازل و البراكين و و و

تجعل الإنسان غير متيقن مما سيحدث له غدا، أو بعد شهر أو سنة

وعليه فإنه لا يمكن أن يعتمد على عطايا الطبيعة كما لو كانت رد فعل ميكانيكي

ولذلك فهو يبقى متواضعا، مستمرا في علاقته مع الطبيعة

Friday, October 2, 2009

الله و القانون، أيهما أفضل؟


مفارقة بسيطة بين منطق الله الكامل الصحيح دائما،، و بين منطق القانون الإنساني، الذي وضعه البشر الضعفاء غير الكاملين، و الذي يجوز أن يكون خاطيء

عندما يتدخل القانون في حادث ما، ليتخذ إجراء معين مع المجرم، فإن القانون قد يسجن هذا المجرم فترة ما ، أو طوال حياته، أو قد يعدمه...لماذا؟؟

إن المنطق القانوني يرى هذا المجرم كثمرة الفاكهة التي فسدت و يجب فصلها عن باقي الثمرات (أفراد المجتمع) حتى لا يصيبهم بالتعفن و يضرهم

أي أن القانون يفصله عن المجتمع لحماية المجتمع نفسه، بجميع أفراده كي لا يصيبهم هذا العضو الفاسد بأي ضرر ، وكي لا يعمل على إفسادهم، فيعيش المجتمع في أمن و سلام.

ماذا عن منطق الله مع المجرم أو المذنب أو الخاطيء؟

لا يقوم الله بعقاب المجرم أثناء حياته على الأرض، أي إنه يترك المجرم يقوم بعمل كل ما يشاء من جرائم و ذنوب وما إلى ذلك، فيترك العضو الفاسد يفسد المجتمع المحيط به، إن كان بأضرار مسببه من هذا العضو في حق المجتمع، أو في إضفاء الفساد على شخصية المحيطين به.

فماذا عن رد فعل الله بعد ذلك؟؟

بعد أن يفنى المجتمع، و يموت الأفراد و ينتقلون إلى الحياة الاخرى، يبدأ الله في معاقبة المذنبين، عقاب أبدي، مخلدين فيها

ولكن ما قيمة هذه العقوبة عند التدقيق بها؟؟؟

لن تجد لها أي قيمة تفيد المجتمع أو بقية الأفراد، بل هي عبارة عن إنتقام صرف، ينتقم به الله من المذنب، بعد خراب مالطة و مشاركته في تدمير المجتمع، فهو قادر على أن يوقف المجرم ولكنه لا يفعل ذلك. لا قيمة لتصرف الله مع المذنب، ولا طائل منه أساسا.

أي التصرفين أفضل؟؟ أن يتخذ الله إجراء فوري مع المجرم لحماية بقية أفراد المجتمع و عزله عنهم؟ أم أن يتركه ينشر الفساد في المجتمع، ثم ينتقم منه بعد الموت؟؟ ولاحظ إنه إنتقام صافي لا ينتج عنه أي نوع من الفائدة

لا أدري لماذا عقلي يقتنع بأن منطق القانون في التصرف مع المذنب أو المجرم، هو هادف و مقبول ، على عكس منطق الله في التصرف إبان المجرم أو المذنب

فلماذا يا رب تركتنا في عبثية إنعدام منطقية تصرفاتك و حكمتك القاصرة؟؟ كيف أقول بعد الآن على اي شيء يحدث: إنها حكمة لا يعلمها إلا الله؟؟

أين حكمتك و منطقك و قدرتك؟؟ لقد تلاشت أمام منطق الإنسان