النص الأول:
لما حُضر رسول الله (ص)، و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي
(ص): هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. فقال عمر: إن النبي قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن! حسبنا كتاب الله! فاختلف أهل البيت، فإختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده، و منهم من يقول ما قاله عمر، فلما كثر اللغو و الإختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله (ص): قوموا! فقال عبيد الله بن مسعود: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حالبين رسول الله و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم
البخاري 7/9 ، 8/161
مسلم 5/75
مسند أحمد 4/356
النص الثاني:
لما حُضرت رسول الله الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله: إئتوني بدواة و صحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده. فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله (ص)، ثم قال عندنا القرآن، حسبنا كتاب الله.
شرح النهج للمعتزلي 6/51
النص الثالث:
اشتد برسول الله وجعه،فقال: آتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً. فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي التنازع، فقالوا: هجر رسول الله، و في نص ثان: فقالوا ما شأنه، أهجر؟ و في نص ثالث : فقالوا إن رسول الله يهجر
البخاري ك الجهاد، ب جوائز الوفد
البخاري ك الجزية، ب إخراج اليهود من جزيرة العرب
مسلم ك الوصية، ب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء
مسند أحمد1/222
تاريخ الطبري 3/192 – 193
مسند ابن حنبل 1/355 ، الكامل 2/302
النص الرابع:
لما مرض النبي، فقال أئتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعده أبداً، فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله (ص)؟ قال عمر إنكن صويحبات يوسف، إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، و إذا صح ركبتن عنقه! فقال رسول الله دعوهن فإنهن خير منكم
طبقات ابن سعد 2/243 – 244
النص الخامس:
ولما مات رسول الله (ص)، قال قبل موته: إيتوني بدواة و بياض لأزيل عنكم إشكال الأمر، و أذكر لكم المستحق لها بعدي. فقال عمر: دعوا الرجل فإنه ليهجر و قيل يهذو.
الإمام الغزالي، سر العالمين و كشف ما في الدارين صـ 21 مطابع النعمان
نبيل فياض: سقيفة بني ساعدة صـ 37 - 38
ويقول ابن عباس لعمر في هذه المسألة: "كان (النبي) يربع في أمره وقتا، ولقد أراد في مرضه أن يصرح بإسمه (علي) فمنعته من ذلك"
شرح النهج للمعتزلي 3/141
في النصوص السابقة، نجد أن الرسول كان يريد كتابة وصيته قبل موته، و لكن عمر كان يرفض ذلك، مما أدى إلى إنقسام الناس بين مؤيد و معارض
ففي تلك النصوص نجد بذور الصراع على الحكم ما بعد النبي، و التحزبات و الصراعات قد وضحت تماما، و تجردت تلك الحركة من قدسيتها.
إن كلمة يهجر معناها يخلط أو يهذو
و قد قالها عُمر عن الرسول إثناء موته، فما الذي نراه بين السطور من قول عمر هذا؟
قال القرآن عن الرسول: وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي
و قال أيضا: وما أتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فأنتهوا
وأيضا: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا.
لذا فعند غياب مؤسس الحركة الدينية، ظهر المنتفعين على حقيقتهم، فقد كفر عمر بالقرآن وما قاله القرآن، و سب الرسول و قال إنه يهذي أي يخرّف ، و عارض الرسول
ما فعله عمر يكشف أن المسألة كانت سياسية و ليست دينية، فقد كفر بتعاليم القرآن، و برسول الله، و سبه و عارضه ، نظرا لإختلافه سياسيا معه
لقد قام عمر بتفضيل السياسة و الملك على الرسالة القرآنية الدينية
فمن الواضح أن الحركة الدينية الإسلامية الحقيقية، إنتهت بموت الرسول، و ترك وراءة عصابة مرتزقة