Sunday, August 23, 2009

عمر بن الخطاب يتهم الرسول بالهذيان و التخريف


النص الأول:

لما حُضر رسول الله (ص)، و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي

(ص): هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. فقال عمر: إن النبي قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن! حسبنا كتاب الله! فاختلف أهل البيت، فإختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده، و منهم من يقول ما قاله عمر، فلما كثر اللغو و الإختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله (ص): قوموا! فقال عبيد الله بن مسعود: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حالبين رسول الله و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم

البخاري 7/9 ، 8/161

مسلم 5/75

مسند أحمد 4/356

النص الثاني:

لما حُضرت رسول الله الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله: إئتوني بدواة و صحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده. فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله (ص)، ثم قال عندنا القرآن، حسبنا كتاب الله.

شرح النهج للمعتزلي 6/51

النص الثالث:

اشتد برسول الله وجعه،فقال: آتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً. فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي التنازع، فقالوا: هجر رسول الله، و في نص ثان: فقالوا ما شأنه، أهجر؟ و في نص ثالث : فقالوا إن رسول الله يهجر

البخاري ك الجهاد، ب جوائز الوفد

البخاري ك الجزية، ب إخراج اليهود من جزيرة العرب

مسلم ك الوصية، ب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء

مسند أحمد1/222

تاريخ الطبري 3/192 – 193

مسند ابن حنبل 1/355 ، الكامل 2/302

النص الرابع:

لما مرض النبي، فقال أئتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعده أبداً، فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله (ص)؟ قال عمر إنكن صويحبات يوسف، إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، و إذا صح ركبتن عنقه! فقال رسول الله دعوهن فإنهن خير منكم

طبقات ابن سعد 2/243 – 244

النص الخامس:

ولما مات رسول الله (ص)، قال قبل موته: إيتوني بدواة و بياض لأزيل عنكم إشكال الأمر، و أذكر لكم المستحق لها بعدي. فقال عمر: دعوا الرجل فإنه ليهجر و قيل يهذو.

الإمام الغزالي، سر العالمين و كشف ما في الدارين صـ 21 مطابع النعمان

نبيل فياض: سقيفة بني ساعدة صـ 37 - 38

ويقول ابن عباس لعمر في هذه المسألة: "كان (النبي) يربع في أمره وقتا، ولقد أراد في مرضه أن يصرح بإسمه (علي) فمنعته من ذلك"

شرح النهج للمعتزلي 3/141

في النصوص السابقة، نجد أن الرسول كان يريد كتابة وصيته قبل موته، و لكن عمر كان يرفض ذلك، مما أدى إلى إنقسام الناس بين مؤيد و معارض

ففي تلك النصوص نجد بذور الصراع على الحكم ما بعد النبي، و التحزبات و الصراعات قد وضحت تماما، و تجردت تلك الحركة من قدسيتها.

إن كلمة يهجر معناها يخلط أو يهذو

و قد قالها عُمر عن الرسول إثناء موته، فما الذي نراه بين السطور من قول عمر هذا؟

قال القرآن عن الرسول: وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي

و قال أيضا: وما أتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فأنتهوا

وأيضا: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا.

لذا فعند غياب مؤسس الحركة الدينية، ظهر المنتفعين على حقيقتهم، فقد كفر عمر بالقرآن وما قاله القرآن، و سب الرسول و قال إنه يهذي أي يخرّف ، و عارض الرسول

ما فعله عمر يكشف أن المسألة كانت سياسية و ليست دينية، فقد كفر بتعاليم القرآن، و برسول الله، و سبه و عارضه ، نظرا لإختلافه سياسيا معه

لقد قام عمر بتفضيل السياسة و الملك على الرسالة القرآنية الدينية

فمن الواضح أن الحركة الدينية الإسلامية الحقيقية، إنتهت بموت الرسول، و ترك وراءة عصابة مرتزقة

Monday, August 17, 2009

كيف ظهرنا في الوجود؟؟ الجزء الثاني من فلسفة فيورباخ في أصل الدين


الأرض لم تكن دائما بهذا الشكل الحالي، و لكنها مرت بسلسلة طويلة جدا من التطورات و الثورات حتى تصل إلى هذا الشكل.

وفي تلك المراحل كان هناك أجناس من النباتات و الحيوانات، لم يعد لها وجود الآن.

لماذا إختفت تلك الأجناس؟

لأن ظروف و شروط وجودها لم تعد موجودة.

فإن كانت نهاية أي حياة تتوافق مع نهاية ظروفها، فالبداية كذلك أيضاً.

فعلى سبيل المثال لكي تقوم بذراعة نبات معين، فيجب أن تهيؤ له الظروف الملائمة حتى يخرج للنور، و في عدم وجود تلك الظروف، لن ينبت من البذور أي شيء.

ولذلك فلا يجب أن نعتقد أن أصل الحياة العضوية هو عمل معزول، أي عمل يأتي بعد نشأة ظروف الحياة، و لكنة العمل الذي يتم في لحظة تهيئة الظروف وهي التقاء الماء و الهواء و درجة الحرارة و الأرض، التي تحتوي على اكسجين و هيدروجين و كربون و نيتروجين، وهي العناصر الأساسية للحياة العضوية.

فإن كانت الطبيعة على مر السنوات، قد أخذت تتطور و تهذب من نفسها بهذا الشكل لتصل إلى هذه النتيجة، فإنها تستطيع أن تنتج الإنسان بفضل قوتها الذاتية. تلك التي قلنا عنها الله.

قوى الطبيعة محدودة، و ليست مثل قوى الله عند المؤمنين، فإن الطبيعة لا يمكنها أن تفعل أي شيء في أي وقت، و لكن كل شيء فيها يعتمد على الظروف، و عليه فإن كانت الطبيعة الآن لا تنتج أجساد عضوية، فإن هذا ليس دليلا على إنها لم تستطع أن تقوم بذلك في العصور القديمة.

فقديما كان زمن ثورات الأرض، و تقلباتها، فهل كان يصعب عليها إنتاج أجساد عضوية؟؟

فمثلا الإنسان في حالات إنفعاله الشديد أو إبتهاجه، يفعل ما لا يمكنه فعله في الأوقات العادية.

والنباتات تنمو من البذور فقط إن توفرت لها ظروف معينة، و ليس في أي وقت

فلماذا نحرم الطبيعة من هذه الخاصية؟ ففي العصور الجيولوجية القديمة كانت الأرض في حالة ثورة، و كل قواها و عناصرها في حالة هياج عالية جدا و توتر و تقلّب، فلماذا يصعب عليها في تلك الأوقات أن تنتج أجسادا عضوية؟

عدم إنتاج أجساد طبيعية حاليا من الطبيعة، لا ينفي عنها قدرتها في الماضي على هذه الفعلة.

Wednesday, August 12, 2009

عجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله


عجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله
سفر الرؤيا

كم من المرات وقفت في ضيقتك تتضرع إلى الله، أن ينجيك منها، تصلي بحرارة و خشوع..
تبكي أحيانا أثناء صلاتك،، تقرع على صدرك...تسجد
تنذر نذورا لتنفذها في حال إستجاب لك الله
وعلى هذا المنوال

النتيجة تكون واحده من إثنتين
إما أن ضيقتك تنتهي نهاية حسنة، و إما تنتهي نهاية سيئة..

عندما تنتهي ضيقتك نهاية حسنة، و مقبولة، فأنت تقول أن الله سمع لك، و إستجاب
وعليه فيزداد إيمانك، و ثقتك به، و تصبح متفاءلا، محبا للحياة

أما إن إنتهت ضيقتك نهاية سيئة، فأنت حينها تبدأ في محاولات التبرير، لحفظ ماء وجه الله
فتقول أن الله يعاقبك على خطاياك السيئة التي تفعلها
أو أنها تجربه من الله لإختبار إيمانك

حينما تستمر النهايات السيئة، بالرغم من صلاتك و إيمانك و صومك و تقواك و إرتباطك بالدين ... تبدأ في الشك و تتجه لتسأل من هم أكبر منك في السن و الخبرة

تكون الإجابة: ثق في طرق الله، فإن الله لا يستجيب لك في نفس الوقت، وهو يحفظ لك ماهو أفضل، هو أحكم منك، و أنتظر يا إبني

كيف نُحلل هذه القصة التي تتكرر مع كل البشر بلا استئناء؟

نفسيا، و كما شرحنا في أكثر من مقال، فإن شعورك بوجود من تعتمد عليه وقت حاجتك، فهو شيء هام
حتى لو كانت النتائج سيئة، فإن هذا الشعور بوجود من يساندك، يجعلك تعبر فترة الإنتظار و القلق و أنت مطمئن، و هاديء، و لديك أمل في التغيير

الحياة تسير بعشوائية، إما أن تحدث لك أشياء طيبة، و حسنة، و إما أن تحدث لك أشياء سيئة و متعبة
لا يوجد نسبة معينة بين النوعين، فهو يعتمد على الوسط الإجتماعي ، و القدرات المادية و الصحية و الوراثية...

فأنت عندما تدخل في ضيقة، فنهايتها واحده من إثنين
إما نهاية جيدة، و إما نهاية سيئة

ولا دخل للصلاة بها، فإنك لن تستطيع أن تضع قانون للصلاة، فكم مرة صليت و لم يحدث تغيير؟
كم مرة صليت و أصابتك المصائب و المشاكل؟
وكم مرة لم تصلي و حدث لك أشياء جيدة؟
لا منطق ولا ربط بين ما يحدث لك و بين الصلاة

أما ما تلعب عليه النصوص المقدسة التي تدعوك للإنتظار، حتى يأتي الفرج من عند الله، فهذا لأن التسلسل الطبيعي و المنطقي لأحداث الحياة
سيء، ثم جيد أو العكس
فإن الجيد سيأتي حتما، و لكن لا وقت له، لإنه يأتي بشكل عشوائي
فعندما تنتظر أثناء الإبتلاء، بناء على النصوص المقدسة، فإن فترة إنتظارك غير محددة، و عليه فمن الطبيعي أن يحدث لك في أي وقت بعد إبتلاءك،، شيء جيد
حينها توهم نفسك أن هذا هو ما كنت تنتظر من أجله
وتمجد الله و تدعو له و تصلي و يزيد إيمانك

وما هذا الإيمان إلا نتيجة تصديقك للعبة نفسية، تلعب على أوتار مشاعرك و إحتياجك النفسي لمن تعتمد عليه
وما هو إلا تسلسل منطقي، إن اكتشفته ستجد إنك في وهم
وعندما تخرج من قصة تصديق هذه اللعبة، ستجد إنك صليت أو لم تصلي...آمنت أو كفرت... فإن حياتك كما هي، ولا تغيير يحدث لك من السماء

Saturday, August 8, 2009

لماذا أنا ملحد


لما جهلت من الطبيعة أمرها....وجعلت نفسك في مقام معلل

أتيت رباً تبتغي به حلا للمشكلات...........فكان أكبر مشكل


الإلحاد: هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته، و أن ثمة لا شيء وراء هذا العالم.

الواقع الذي ألمسه، أن فكرة الله كرة أولية، و قد أصبحت من مستلزمات الجماعة منذ ألفي سنة، و من هنا يمكننا بكل اطمئنان أن نقول أن مقام فكرة الله الفلسفية، أو مكانها في عالم الفكر الإنساني، لا يرجع لما فيها من عناصر القوة الإقناعية الفلسفية، و إنما يعود لحالة يسميها علماء النفس: التبرير.

ومن هنا فإنك لا تجد قيمة علمية أو عقلية لكل الأدلة التي تُقام لأجل إثبات وجود السبب أو المحرك الأول لظهور الكون.

ونحن نعلم أن أصل فكرة الله تطورت عن حالات بدائية، و إنها شقت طريقها لعالم الفكر من حالات وهم و خوف و جهل بأسباب الأشياء الطبيعية.

ومعرفتنا بأصل فكرة الله تجردها من القدسية التي كنا نخلعها عليها.


إن العلاقة بين ما نطلق عليه إصطلاح السبب، وما نطلق عليه إصطلاح النتيجة، تخضع لقوانين الغحتمالات المحضة، التي هي أساس الفكر العلمي الحديث.

والعالم الطبيعي الذي نعيش فيه، يخضع لنظرية الإحتمالات هذه أيضا، لأنه يخضع اعلاقة السبب و النتيجة.

فالسببية هي وصف لسلوك الحوادث، و صلاتها ببعضها البعض

والنتايج هي المخرجات

وهناك صلة بين تلك الأسباب و نتائجها.


وعليه فإننا نحتاج لتعريف مصطلح الصدفة

هناك معنى غير دقيق بالمرة للصدفة وهو:

أن الصدفة تخفي جهلنا بالأسباب، و الركون للمصادفة إعتراف بالقصور عن تعرف هذه الأسباب.

ولكن هذا معنى محدود و غير دقيق، و لكي نقوم بتعريف الصدفة، فسنخلع عليها إصطلاح الصدفة الشمولية، و نضرب أمثلة نشرح بها ماهية الصدفة حقا

نفرض لدينا زهر النرد، وهو يحمل ستة أوجة بستة أرقام

1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6

وألقيناه ست مرات

فإن احتمال ظهور الرقم 5 مثلا يكون 1/6

فإذا ظهر الرقم 5 من عدد ست محاولات، لا يكون ذلك غريبا، لأنه محتمل الوقوع. ولكن ليس معناه أنه لابد من ظهور الرقم 5 خلال الست رميات

لأنه ممكن أن تظهر الأرقام 1، 1، 2، 3، 4، 4

لكن في حال ظهور الرقم 5 خلال الست رميات، لن يكون غريبا، بل هو شيء مُتوقع

ولكن كلما زاد عدد الرميات، كلما كان احتمال ظهور الرقم 5 أكبر


مثال ذلك نسبة نجاح عملية الزائدة الدودية 95 بالمائة، أي خمسة و تسعين حالة تنجح من كل مائة حالة

فإن دخل 100 مريض إلى المستشفى، إطمأن الدكتور إلى خروج 95 منهم بنجاح

ولكن إن سألت الدكتور، ما نسبة شفاء المريض فلان؟؟ فلن يستطيع الإجابة، لأن الإحتمالات أصبحت محدودة

هذا يوضح أن الصدفة تتصل بالمقادير الكبيرة و الكثرة العددية.


و لتوضيح مسألة الكثرة العددية، فلنأخذ مثال آخر.

تخيل قردا على آلة كاتبة، و تركته فترة لا نهائية من السنوات يكتب عليها بعشوائية، فمن المؤكد إنه سينتج كلمات و جملا لها معنى في وسط كل تلك العشوائية

الجملة ذات المعنى المفهوم هنا، هي عبارة عن نتاج العشوائية، و الاحتمالات

أي إنها خضعت للصدفة الشاملة

وعلى نفس المنوال، فإن عالمنا كهذه الجملة، نتج من واقع عشوائية و احتمالات

عالمنا له نظام في ذاته، كما أن الجملة مفهومة في ذاتها

ولكن كل منهما نتاج عشوائية و الصدفة الشاملة أو الموضوعية.

وتلك هي الغلطة التي وقع بها إينشتاين، فقد قال إنه عندما نتأمل الكون، نعرف أن هناك عقل أعظم وراءه، وهذا العقل هو الله

ولكن ما قاله آينشتاين هو مجرد إحتمال محض، لأنه من الممكن أن يكون الكون نتيجة لأي شيء غير العقل كما شرحنا في مثال القرد



تلخيص و إعادة صياغة لمقال لماذا أنا ملحد لدكتور إسماعيل أحمد أدهم